
تعانق يدها القلم .. تنظر إليه بتردد .. هل سيجرأ قلمها على أن يبوح بما يختلج في نفسها من أمور؟؟
تترقب عيناها حركته وهو يخط كلمات شع نورها على صفحات حياتها ..
كلمات كتبتها بروحها على أوراق السندس .. بحبر من رحيق الزهور المعطرة بعبير الرياحين ..
هي رسالة !
كُتبت بدموعها .. سُطرت حروفها بحبر من دمها .. وريشة من ضلوعها!
..
رسالتها اليــه ..
امتزجت فيها مشاعر الحزن والفرح .. الألم والأمل .. السعادة والحرمان !
مشاعر كثيرة تتلاطم في أعماقها .. مجهولة .. مسلوبة .. مكسورة ..!
فجأة توقف قلمها ..
زادت حيرتها .. نظرت اليه بعجز وفتور!
هل خانها قلمها؟ هل تخلى عنها؟
هل اصبح زائفاً كحال كل شيء من حولها ؟
لقد نبذها.. أم تراها نبذته؟
لن يكون صادقاً معها .. لن ينصفها .. حتماً سيخذلها !
أم تراها هي خذلته؟
رسالتها اليه لم تكتمل بعد ..
نظرت إلى قلمها من جديد .. تحثه ليكمل ما بدأه ..
هيا يا قلم .. اكتب .. عبر .. تكلم!
شعرت بالغضب من نفسها.. كيف استطاع أن يجذبها اليه هكذا؟!
كانت تنظر اليه بعين زهرية .. كالوردة الحمراء الرائعة ..
لكنها نسيت أن الورد يجرح ! نسيت أن الورد في جمال ألوانه ورائحة عطره .. يجذب الناظر اليه ويغريه كي يلمسه
وعندما يفعل .. تجرحه أشواكه وتسيل دماءه!
طردت الأفكار السلبية بهزة خفيفة من رأسها .. وعاودت امساك القلم ..
حاولت أن تكمل رسالتها .. أن تخط حروفها ..
ولكنها فشلت!
أطرقت برأسها .. وأغمضت عيناً دامعه .. ما أقسى الحياة وما أظلمها!
كتبت بأنامل مرتجفة بضعة كلمات ..
" قلمي الحبيب ..
آسفة .. لم تخذلني أبدأ ولكني خذلتك .. لم تتخلى عني يوماً ولكني تخليت عنك!
قلمي الحبيب ..
لست عاجزاً عن التعبير عما أريد .. ولكني عاجزة عن استخدامك للكتابة مجدداً !
قلمي الحبيب ..
عذراً .. فقد حل مكانك شخص آخر ..
استطاع أن يتملكني .. ويفهم حروفي ..
قلمي الحبيب ..
وداعاً .. فقد انتهى عهدك .. وانتهى زمنك ..
انها الثورة ياقلمي .. فأنا اريد تغيير النظام ..
فليسقط الحبر والورق ..
و ليحيا الـ Keyboard ! "
*****
كونوا بخير :)