تحذير: هذه المدونة تخضع لقانون حماية حقوق الملكية الفكرية، ونحذر من نشر أو نقل أي نص أو مقال دون نسبه للمؤلفة بأي وسيلة.







الأحد، 29 نوفمبر 2009

عيدية "ولاد العم" في 360 مول!


في البداية كل عام وأنتم بخير .. وعيدكم مبارك ..
أدري مـتأخرة شوي .. بس ماعليه "اسمحولي" ..

كعادتنا في اليوم الثاني من كل عيد نخرج لنحتفل بالخارج إما بتناول العشاء في أحد المطاعم أو نجلس في إحدى المقاهي المنتشرة في " البدع " خاصة إذا كان الجو جميل مثل هذا اليوم أو بالذهاب إلى المسرح أو السينما. وقد وقع إختيارنا على فيلم "ولاد العم" من بطولة منى زكي، كريم عبدالعزيز ، وشريف منير لنذهب لمشاهدته في سينيسكيب 360 مول. لست في الواقع من عشاق الأفلام العربية لما فيها من مبالغة و"شوية كلك" بالإضافة إلى صراخ بعض الفنانات المزعج! ولكني في الآونة الأخيرة شاهدت بعض الأفلام المصرية الحديثة وقد أعجبتني نوعاً ما لذا، فقد قمت بالحجز للفيلم عن طريق الموقع الالكتروني مباشرة دون أن أقرأ نبذة مختصرة عن أحداثه و قد اخترت سينما 360 لقرب المكان ولأني ظننت بأن كون المركز التجاري جديد ولم تفتح أغلب المتاجر به، فإنه حتماً سيكون أقل ازدحاماً من غيره!!

خرجنا من المنزل قبل ساعة من موعد عرض الفيلم، على الرغم من أن الطريق من المنزل إلى المركز التجاري لن يستغرق منا 5 دقائق.. فقد فكرنا باحتساء القهوة في إحدى المقاهي هناك قبل العرض.. ولكنا في الواقع لم نتمكن من ذلك!

لقد كان مدخل المركز التجاري يعج بالسيارات والازدحام شديد! ... لم نملك سوى الانتظار كوننا قد "علقنا" في هذه "العجأه"* وأن نجاري السيارات حتى نصل إلى مدخل المواقف..

وصلنا أخيراً وقد مضى على خروجنا من المنزل نصف ساعة!!!

لكن مهلاً .. مدخل رقم (1) مغلق بواسطة سيارة شرطة خاليه من قائدها!!

تحركنا للأمام .. الحمدلله لم نخرج عن الطريق فهناك مدخل آخر لمواقف السيارات أمامنا .. اقتربنا لندخل .. مهلاً.. ماالذي يجري؟!

وقف هناك رجل شرطة ومعه رجل من رجال أمن المركز التجاري وقد سدوا الطريق مدخل رقم (2) وطلبوا من الناس تحويل مسار سيرهم ولم يسمحوا لهم بالدخول والاقتراب من مواقف السيارات!

اقتربت سيارتنا .. لم نستسلم للخروج من هنا ببساطة وقد انتظرنا قرابة ال40 دقيقة في هذا الازدحام! .. فدار هذا الحوار بيننا وبين الشرطي!

سيارتنا: السلام عليكم ..

الشرطي: هلا يبا وعليكم السلام..

سيارتنا: أخوي احنا حاجزين فيلم ونبي ندخل!

الشرطي: آسف والله اسمحولي! مافي مجال والله!

سيارتنا: شلون مافي مجال؟؟ يعني وين نروح؟

الشرطي: انا ما اقدر اسمح لكم بالدخول المصافط "فول"!

سيارتنا: شنو يعني "فول"؟؟ مافي آوادم تبي تطلع؟؟

الشرطي : يعني أنا مستانس اطرد العالم؟؟ انا عندي تعليمات ولازم أنفذها!

سيارتنا: والتعليمات تقول لا ادخلون الناس ؟ بعد جان حبستونا في بيوتنا أحسن << باعهااااااا

الشرطي بعصبيه: مافي مجال ادخلك !

سيارتنا: يعني شلون تروح علينا فلوسنا؟؟ << مصممين على الدخول!

الشرطي: لا ان شاءالله ماتضيع فلوسكم! كلموا ادارة السينما وبيرجعونها لكم .. حرك !

بعد هذا الحوار لم نجد غير التحرك والابتعاد! خرجنا على الخط الرئيسي ثم دخلنا مجدداً إلى المنطقة ... سلكنا شارع داخلي يأخذنا إلى المركز التجاري "طريق آخر غير مباشر" .. أصبحنا نرى المركز التجاري ولازال الازدحام شديداً هناك! وكيف لا ؟ وهم يغلقون جميع المداخل!

لم نيأس بالطبع وأخذنا بالتحرك بسرعة فالعرض سيبدأ خلال ربع ساعة من الآن!.. أصبحنا موازين للمجمع التجاري .. مهلاً هناك طريق فرعي صغير .. دخلنا منه إلى "فريج" ** صغير بالقرب من منازل غير مأهولة بالسكان لحسن الحظ!! فقد قمنا بإيقاف السيارة بالقرب من هذه المنازل أسوة بالبقية الذي قاموا بفعل ذلك أيضاً .. وشقينا طريقنا سيراً على الأقدام إلى المجمع التجاري متخطين جميع العقبات!! فقد غامرنا وعبرنا الشارع .. وقمنا بتفادي الكثير من المستنقعات المائية التي خلفها المطر الغزير الذي غمر أرض الكويت فجر أمس! مشينا عبر الأراضي الطينية .. وطبعاً بما انه "العيد" فلابد من الكشخة!! والكشخة بالنسبة لي لا تكتمل من دون ارتداء حذاء عالي الكعب !! لم اخمن بالطبع عند الخروج من المنزل بأني سأضطر للمشي مسافة وأقوم بصراع قاسي مع برك الوحل المرتمية هنا وهناك بالاضافة إلى تسلق طريق وعرة للوصول إلى مدخل المركز التجاري بالنهاية!!

وأكثر ما أثار دهشتي وغضبي في نفس الوقت .. وجود عدد لا بأس به من المواقف الخالية منتشرة بشكل كبير في الداخل!! لماذا إذاً منعونا من الدخول؟؟ وجعلونا نعاني حتى نصل للبوابة!!

المهم بأننا وصلنا في النهاية في الموعد المحدد وقبل بدء عرض الفيلم بدقائق قليلة وأكثر ما كان يقلقني هو أن يكون الفيلم دون المستوى أو "يطلع مليق" *** فأندم أشد ندم على هذه الطلعة المنحوسه و على اليوم الذي خرجت به للاحتفال بالعيد!! ولله الحمد فقد كان "ولاد العم" فيلم جميل جداً وفكرته جديدة وأحداثه رائعة والقصة "عجيبه" << الناس أذواق بالطبع بالنسبة لي فقد راق لي كثيراً وكان "يستاهل العنوة"!! بس تووووووووووووووبه ودي آخر نوبه مثل ما يقولون لأن مو كل مرة بتسلم الجرة.. ومو كل مرة بيطلع الفيلم حلو ويسوى!!

=========================

* العجأة" الازدحام باللهجة اللبنانية

** الفريج: الحي السكني

*** مليق: تافه وممل

الخميس، 26 نوفمبر 2009

I have a dream!



"لدي حلم" .. هو عنوان الخطبة الشهيرة التي ألقاها الزعيم الأمريكي ذو الأصول الأفريقية مارتن لوثر كينغ جونيور، القس والناشط السياسي، عندما طالب بإنهاء التمييز العنصري ضد بني جلدته في عام 1964 وعمل على ذلك، حتى تحقق له ماأراد وأصبح من أبرز الشخصيات في الولايات المتحدة الأمريكية التي دعت إلى الحرية وحقوق الإنسان.
"لدي حلم" .. نعم .. أنا أيضاً لدي حلم .. في الواقع أحلام وليس حلم واحد!
أحلامي كمواطنة كويتية؟ كثيرة .. كثيرة .. كثيرة..!
فكم من مرة رأيت في منامي .. بأني أسير في شوارع الكويت بكل سهولة ويسر .. لا إزدحام .. لا حوادث .. لا إختناقات مرورية .. لا تكاسي جوالة .. ولا مارة يعبرون الطرقات السريعة من دون استخدام جسور عبور المشاة .. غير مبالين بالسيارات المارة! "حلم ياحسين حلم"
وكم من مره حلمت بذهابي لإنجاز معاملة في إحدى القطاعات الحكومية وتم لي ذلك بسرعة فائقة ودقة في الإنجاز لم أضطر معها إلى الإنتظار طويلا .. أو الذهاب والعودة عدة مرات قبل الحصول على توقيع ما .. والأجمل من هذا كله أن المعلومات الخاصة بجميع الوزارات قد ربطت ببعضها من خلال شبكة الكترونية حديثة سهلت للمواطنين معاملاتهم دون الحاجة إلى العدو "ذهاباً وإياباً" بين الوزرات .. "حلم ياحسين حلم"
حلمت كثيراً بالمدينة الجامعية التي سمعت عنها منذ أن كنت نطفة في رحم أمي.. وقد بدت واقعاً ملموساً .. وقد حلت جميع مشكلاتها.. مبنى جامعي حديث ضخم .. يضم جميع الكليات .. سكن طلاب وطالبات رائع.. مواقف كثيرة .. كثيرة .. كثيرة .. (إلى مالا نهاية) .. دكاترة "متحضرين" لا يقومون بطرد من تأخر دقيقة عن المحاضرة ! ولا يقومون بترسيب من لا يدخل مزاجهم! .. دكاترة متحضرين .. متفهمين .. عالمين .. مميزين .. "حلم ياحسين حلم"
آآآآآآآآآآآه المستشفيات الحكومية! أبعدنا الله وإياكم عنها "اللهم آمين" .. فقد حلمت بتلك المستشفيات ذات التقنية العالية .. والمجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية في كاف المجالات .. والأطباء ! نعم الأطباء .. كانوا محترفين .. يعرف الواحد منهم كيف يتعامل مع المريض الذي أمامه كل وحالته الصحية .. أطباء لا يقومون بصرف المضادات الحيوية والباندول بمجرد رؤيتهم لوجهك وكأنهم قد رأو البكتيريا بعينها وليس ملامح "ابن آدم" !! "حلم ياحسين حلم"
حلمت بمدارس رائعة .. حديثة ..مزودة بأجهزة التكييف الباردة صيفاً وأجهزة التدفئة شتاءً.. مدارس مؤهلة .. مزودة بالمختبرات الحديثة .. عيادات طبية .. صالات رياضية واسعة .. مسرح رائد .. غرف موسيقى و فنية بمعداتها .. مناهج ذكية .. معلمون مثقفون .. جميع الطلبة سعيدون .. لا أعباء منزلية .. ولا مشاكل نفسية .. ولا حقيبة ثقيلة! .. المعلمون ضمائرهم حية .. مخلصون .. وقد انمسح مصطلح "دروس خصوصية" من مؤهلاتهم العلمية والتربوية! .. "حلم ياحسين حلم"!!
والكثير من أحلام مواطنة كويتية .. لن تسعني مجلدات العالم لذكرها!
I HAVE A DREAM
نعم لدي حلم .. حلم كبير .. حلم صغير .. لا يهم!
المهم العمل على تحقيق ذلك الحلم ليصبح واقع ملموس .. متجسداً أمامنا .. وإلا ..
فإنه سيظل دائماً .. مجرد حلم!

الاثنين، 23 نوفمبر 2009

لا مكان ... لا وطن !

لا مكان .. لا وطن!

لا ليس كما قد يظن البعض! فأنا لا أتحدث هنا عن أحداث المسلسل التركي الذي حمل نفس الإسم، فقضيتي مختلفة تماماً عن القصة التركية على الرغم من حاجتي لتسميتها بنفس العنوان!

غريب حقاً عندما يشعر المرء بعلقم الغربة ومرها وهو يتمشى في شوارع بلاده! فكيف تغزوه تلك المشاعر وهو هنا بين أحضان الوطن والأهل والأصدقاء؟! في الحقيقة لا أعلم! فالإحساس بالغربة في الوطن قد طال.. ودوماً أتساءل .. "لماذا"؟!

لماذا عندما ينطق المرء بالحق ..

يجد من هم حوله ينعتونه بالشيطان؟!

لماذا أصبح الحق باطلاً ..

والباطل حق في هذا الزمان؟!

لماذا يظلم المظلوم ..

ويفلت الظالم؟!

لماذا لا يحترم القانون ..

وتسود الفوضى المكان؟!

لماذا كثرت الجرائم .. والسرقات .. والمسكرات .. والمخدرات ..

في بلادٍ اتسمت دوماً بالأمن والأمان؟!

لا وطن .. لا مكان ..!

ضاع الوطن بين تجار الإقامات ..

وصراخ النواب تحت قبة البرلمان!

ضاع الوطن بين الشعارات .. والمهاترات .. والشجارات ..

وغاب في دهاليز النسيان!

وطني..

ينادي .. يستغيث .. يصرخ من أعماق الوجدان..

يبحث عن ذلك الإنسان ..

الذي أحبه .. وعامله بحنان ..

أيها الإنسان ..

أين أنت ..أجب!

لا وطن .. لا مكان!

م. أبرار

استراحة محارب ... لنزار قباني


في الشعر ..
لايوجد شيء إسمه إستراحة المحارب ..
ولا يوجد إجازات صيفية ..
ولا إجازات مرضية ..
ولا إجازات إدارية ..
فإما أن تكون متورطاً..
حتى آخر نقطة من دمك ..
وإما أن تخرج من اللعبة ..

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

أنا و ماكدونالدز!



"أنا أحبه" .. من لا يعرف مطعم الوجبات الشهير هذا؟ فلي معه ذكريات لا تنسى في الغربة – في الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص – فقد كان المنقذ في الكثير من الأيام والليالي .. وكانت وجباته تمثل وجبات الإفطار في شهر رمضان الفضيل التي كنا نتناولها بسرعة وكأنها ستهرب منا في فترات الراحة النادرة بين المحاضرات!
في المرة الأولى التي ذهبت فيها للدراسة في أمريكا، وكنت حينها برفقة والدي .. وفي أحدى المرات ونحن في طريقنا للمنزل إقترح والدي أن نتناول وجبة الغداء من مطعم ماكدونالدز – لم أكن حينها معتادة على أكل الوجبات السريعة – وفضل أن نأخذ الطلب ونعود إلى شقتنا القريبة لتناوله ، وقبل أن أنزل من السيارة لطلب الوجبات قال لي والدي :" ولا تنسي أن تطلبي لي حلقات البصل أيضاً"
فهززت رأسي بثقة و نزلت .. وصلت عند الكاونتر و بعد نظرة سريعة على الوجبات المعروضة .. قمت بالاختيار و تحدثت مع الموظفة هناك وأخبرتها بطلباتي .. لله الحمد فقد كانت لغتي الإنجليزية ممتازة ولا أعاني مشكلة من التحدث بها أو حتى فهمها .. ولكن هذه المرة كانت من المرات التي يتوقف فيها عقلك عن العمل .. ويصبح فجأة كقطعة جليد! فقد رحت أفكر بطلب والدي "حلقات البصل" وقد نسيت تماماً معنى حلقات البصل باللغة الانجليزية .. "لاشيء إطلاقاً" .. ولا كلمة استطعت التفكير بها .. انمحت من ذاكرتي في الحال .. وكما يقولون "توهق البطل" !! فكرت قليلاً ولم أخرج إلا بهذا الحل!
"Can I have some onions too, please?"
"هل استطيع الحصول على بعض البصل أيضاً، إذا سمحتي؟"
لم أستطع التفكير حينها إلا بهذه الجملة!! نظرت إلي الموظفة وقالت يوجد بصل في الساندويتش بالأساس! فكرت قليلاً وقلت في نفسي " كيف يضعون حلقات البصل داخل الساندويتش؟!!" فقلت لها : " أريده مفصولاً، إذاً سمحتي" .. نظرت إلي باستغراب! لم أفهم بالطبع لماذا تنظر إلي هكذا ولكني فهمت الأمر لاحقاً!! سألتني لتتأكد مما سمعته: " هل تريدين البصل لوحده؟" فهززت رأسي بغباء مؤكده لها ذلك! ولن أنسى ما حييت نظراتها تلك! دفعت الحساب .. وخرجت لأركب السيارة وينطلق بي والدي إلى شقتنا الصغيرة .. رتبت المائدة ووضعت الطعام في أطباق "يعني سنعة" وجلسنا لنتناول غدائنا بهدوء .. لأفاجأ بوالدي يصرخ بحدة جعلتني أقفز من مكاني !! " شنو هذا؟!" وأرد بغباء: " شنو يبه شفيك؟!" نظر إلي والدي نظرة "معبرة" بالفعل! لن تكفي كلمات المعجم كلها على وصفها! كنت مندهشة ولا أعرف ما الذي يجري حتى مد لي والدي يده بكوب ماكدونالدز الورقي وقام بفتحه أمامي عيني .. لتفوح منه رائحة قوية حرقت عيني وجعلت دموعي تسيل!! لقد كان الكأس الورقي مليء بشرائح البصل الأبيض الطازج! فأنا لم أستطع تذكر كلمة "حلقات بصل" بالانجليزية والتي تعني "Onion Rings" فقد نسيت ال rings هذه! وكما فهمت مني الموظفة بأني طلبت "البصل" خالٍ!! لهذا فقد دهشت كثيراً من طلبي! فما أدراني بأنها ستفهم ذلك على هذا النحو؟! فقد ظننت بأن مجرد ذكري لكلمة "بصل" باللغة الانجليزية سيجعلها تفهم بأن ما أطلبه هو حلقات البصل المقلية وليست شرائح بصل طازج! وكيف لها أن تفهم ذلك إذا كان ماكدونالدز لا يقدم حلقات بصل أصلاً!! كان موقفاً محرجاً وطريفاً بالفعل.. ولن أنساه أبداً!

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

Welcome Florida! من مقدمة كتابي الذي لم ينشر


قمت بكتابة كتاب .. يمكن إعتباره من سلسلة كتب الرحلات و يتحدث عن ولاية فلوريدا ولظروف خارجة عن إرادتي لم أستطع القيام بنشره.. ومثل ما تقولون "متحسفه عليه" ! وهذي مقدمة من الكتاب المفترض

أتمنى تعجبكم..
المقــــدمة
لا أعرف سبب عشقي لهذه الولاية، ولا حتى سبب تعلقي بها! حقاً! كل ما أعرفه أن حبي لها يزداد في كل مرة آتي فيها لزيارة هذه المدينة الجميلة والمشرقة! فلوريدا.. في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً منطقة أورلاندو الشهيرة بقلعة سيندريلا وعالم والت ديزني الساحر، ومنتزهات اليونيفيرسال وغيرها من الأماكن السياحية الكثيرة التي جعلت منها ولاية سياحية بالدرجة الأولى!
حبي للسفر وعشقي للكتابة قد إجتمعا معاً في هذا الكتاب.. ليكون الناتج تجربة سياحية مسلية لا تخلو من المواقف والطرائف..وغنية بالمعلومات المفيدة بإذن الله.. فإن كنت عزيزي القارئ قد سبق لك وزرت فلوريدا من قبل، فأتمنى لك الإستمتاع بإسترجاع ذكرياتك الحلوة عنها .. وإن لم يسبق لك زيارتها، فأتمنى لك الإستفادة من هذه التجربة وأن تعيش معي أحداثها لحظة بلحظة.. وتسير معي خطوة بخطوة .. نحو رحلة استكشاف مثيرة!
إذاً، كيف نقضي ثلاث أسابيع في هذه الولاية ؟ إقرأوا معي الصفحات التالية وعيشوا التجربة!

حكاية عزاء!


أجلس بجانب أمي يائسة..
أربت على يديها .. أمسح على رأسها ..
أمسح بأناملي الضعيفة .. الدموع الحارقة التي حفرت على وجنتيها خطوطاً قاسية.. جعلتها تبدو أكبر سناً ..
لازلت عاجزة عن تصديق ما يجري.. أرمق النسوة المتشحات بالسواد من حولي ..
لماذا يحملقون بنا هكذا؟؟
هل هي المرة الأولى لهم لحضور عزاء ما؟!
نظراتهم الجامدة ترعبني.. لازلت صامدة .. لازلت قادرة على حبس دموعي..
تشهق أمي و تغرق في بكاء مرير ..
كيف لي أن أواسيها؟؟ كيف أهدئها و أخبرها بأن كل شيء على ما يرام ؟!
هل فعلاً كل شيء على ما يرام؟!
هل فقدانها لولدها سيجعلها على ما يرام؟!
أشعر بضعف شديد .. كلا ليس الآن!
لن أبكي .. لن أبكي .. ليس الآن !
أمي تحتاجني بقربها .. لا يجب أن أضعف الآن .. ليس و هؤلاء النسوة هنا!
يحدقن بنا بنظرات فارغة!
لماذا لا ينشغلن بالنظر عنا بقراءة القرآن أو دعاء ما؟!
لما لا يشغلن وقتهن بالذكر و الدعاء؟
أتنهد بإكتئاب .. أنظر إلى والدتي مجدداً .. لازالت تبكي بصمت..
تبدو الصدمة على محياها..
كيف حدث ما حدث؟؟
كيف فقدت غاليها بلحظة؟؟
بالأمس كانت تضحك بفرح .. منتظرة قدومه بفارغ الصبر..
وقد عاد إليها حاملاً شهادته بعد سنوات ٍ من الغربة المريرة..
بالأمس فقط .. قد أقامت مأدبة عشاء بمناسبة حصولة على وظيفة جديدة!
بالأمس فقط .. ذهبت لتختار له عروسه..
والآن..
ماذا حدث الآن؟!
إنها الأقدار .. يا أمي .. إنها الأقدار..
أجارك الله يا أماه .. أجارك الله ..
لازلت قادرة على التماسك .. لازلت أقاوم انفجار الدموع من عيني ..
إلى متى أستطيع الصمود؟؟
أرفع رأسي لأشاهد المزيد من النسوة يتوافدن بأعداد كبيرة .. معزيات ..
ولازلن متشحات بالسواد!
كم أكره هذا اللون .. أنه يدعو للإكتئاب بالفعل!
من قال بأنه ملك الألوان؟!
تهدأ أمي قليلاً .. ثم تعاود البكاء بحرقة ..
لا أملك سوى الصمود .. لا أملك سوى التماسك ..
تتناهى إلى أسماعي همهات النساء ..
"من هي تلك الفتاة الجميلة .. أريد خطبتها لولدي"
" أين قضيتم عطلتكم الصيفية؟ هل سافرتم؟"
"لقد أخبرتني سعاد بأنها أجرت جراحة تجميلية مؤخراً"
" هل ستذهبون إلى فرح عائلة فلان غداً؟"
" أه لقد تأخرت عن موعدي في صالون التجميل .. علي الذهاب"
أغمض عيني بحسرة .. أحاول أن أصم أذناي ..
ما يجري أكبر مني .. وأقوى من قدرتي على الإحتمال ..
يجب أن أذهب من هنا .. لن أستطيع الصمود أكثر ..
المزيد من النسوة الوطاويط يدخلن .. المزيد من السواد !
شعرت بتهديد الدموع في مقلتيّ .. معلنة انفجارها في أي لحظة!
يجب أن أخرج من هنا .. الآن..!
أنهض واقفة بسرعة .. ونظرات تلك النساء تلاحقني .. تجلدني بسياط غير مرئية..
ماالذي يحدث؟ الغرفة تدور .. وتدور.. إني أفقد توازني .. !
أسقط على الأرض .. لا أعلم ما الذي يجري.. أسمع أصوات كثيرة.. صراخ.. ربما!
أنظر إلى السقف .. لقد آن الأوان .. وأخيراً ..
وجدت دموعي طريقها نحو الحرية ..
بعد أن ظلت حبيسة لفترة طويلة ...
وراحت تنهمر بغزارة .. ولما لا؟!
فللحرية مذاق مختلف .. لا يشعر به سوى السجين!
ودموعي كانت سجينة!
تخفت الأصوات من حولي ..
تتلاشى الأضواء شيئاً فشيئاً ..
ولم أعد أرى .. غير ..السواد!