الأربعاء، 24 فبراير 2010
فـــي ذاكــــرتــــي ... أعــــيـــــادكــ يـــا وطـــنـــــي ..
الثلاثاء، 16 فبراير 2010
ظواهر غريبة .. موضة جديدة .. نحاسة زائدة .. أم ماذا؟!

الاثنين، 8 فبراير 2010
الحـــــلـــمــ الــــضـــــائـــع ( قصة قصيرة)

******************************************
فتحت عيني ببطء.. رجفة قوية في جفنيّ جعلتني أرمش بشدة..
لوهلة، لم أعلم أين أنا؟ حاولت النهوض ولم أتمكن!
البياض يغلف المكان.. رائحة قوية في الأجواء ..
رائحة معقم كحولي خارقة! تدخل أنفي .. تتسلل إلى أعماق روحي..
أنظر إلى ما حولي بقلق .. ليصطدم نظري بجسد ساكن غارق في الأريكة البسيطة بزاوية الغرفة!
أرمش مرة .. مرتين.. وثلاث !
غشاوة كريهة تمنعني من الرؤية الجيدة
أمعن النظر مجدداً لذاك الجسد الواهن..
آه .. رباه!!
إنها أمي المسكينة .. ترقد بضعف هناك ..
هالات سوداء تحيط بعينيها المتعبتين..
تجاعيد صغيرة تغزو جبينها ..
وخطوط عميقة حفرت بوجنتيها بسبب دموعها الحارقة!
إنها هنا من أجلي!
على الرغم ن كل شيء.. لازالت هنا، لم تتركني!
أسمع صوت خطوات تقترب من الباب .. أتظاهر بالنوم مجدداً ..
تقترب الممرضة بهدوء .. تدثر والدتي بغطاء سميك يقيها برد الغرفة..
فتبتسم لها والدتي بضعف وتشكرها..
أغمض عيني بشدة أكبر وأنا أسمع صوت خطواتها المبتعدة ..
لأبتعد بفكري أنا أيضاً .. وأنجرف مع طوفان الذكريات!
********************************
"سالم .. هيا بنا! سنتأخر عن الاختبار!!"
أبتسم لخالد صديقتي .. وأسرع الخطوات للحاق به..
لقد كنت شاباً طموحاً .. طالب مجتهد ومتفوق لا أعرف للفشل طريق ولم أذق لليأس طعم!
أياماً طويلة عشتها في الغربة ، أدرس وأجتهد لأحقق حلماً طال انتظاره..
لم أكن شاباً عابثاً، ولم أنغمس كغيري من الشباب مع الفتيات واللهو في المراقص الليلية
ولم يكن لي من الأصدقاء سوى خالد.. فهو صديقي منذ الصغر.. صديق العمر!
أقفز من نجاح إلى آخر.. وأزداد تفوقاً ..
حتى جاء ذلك اليوم .. اليوم الذي قلب حياتي رأساً على عقب..
اليوم الذي قتلني ووأد فرحتي بالنجاح قبل أن تولد!
ذاك هو اليوم الأسود!!
********************************
أحسست بحركة خفيفة في زاوية الغرفة..
نظرت من تحت الغطاء الأبيض الكريه .. انها أمي!
لقد أفاقت وكانت تتحرك في مقعدها بتعب..
نظرت إلى ساعة يدها ، ثم دست قدميها الصغيرتين في خفها الصوفي الدافيء
نهضت بتثاقل وتعب، متجهة ناحية البراد لتصب لها كأساً من الماء ترتوي منه.. لعله يروي عطشها لسماع صوتي!
تقترب مني ببطء .. أغمض عينيّ متظاهراً بالنوم..
لن أستطيع النظر إليها .. لن أقوى النظر في عينيها ورؤية الحزن يكتسي سوادها !
تضع يدها الباردة على جبيني، تمسح على شعري وتقرأ بعض الآيات القرآنية..
تفر من عيني دمعة حارة.. دمعة ندم؟ ربما!
******************************
تتعالى الضحكات والقهقهات في شقتي الواقعة في مدينة دينفر في ولاية كولارادو الأمريكية..
اليوم هو عطلة نهاية الأسبوع، لدينا يومان رائعان لنقضيهما بمرح قبل بدء الأسبوع الدراسي..
"ذاك الطبق طعمه سيء للغاية! أثبت بأنك طباخ فاشل يا خالد!"
نظر إليّ بعتاب وقد ظهر العبوس على وجهه وصاح بي قائلاً :
" إنك حقاً شخص ناكر للجميل! لن أطبخ لك شيئاً بعد الآن ولتريني مهارتك أيها العزيز!"
كانت ردة فعله مضحكة، اعتذرت له فإن لم أفعل لحكمت على نفسي بالجوع المؤبد في تلك المدينة الثلجية!!
رن الهاتف بإلحاح شديد.. جرى خالد مسرعاً نحو الغرفة الأخرى صائحاً
"أنا سأجيب!"
بينما غادر المطبخ، أكملت تقطيع الطماطم مدندناً لنفسي لحناً شجياً ..
"المكالمة لك يا سالم"
هكذا قاطعني صوت خالد .. فتركت ما بيدي وذهبت لأرد على المتصل..
كانت لحظات .. حتى قطع صوت صراخ حاد هدوء المكان..
كان صراخي!
وقع الطبق من يد خالد الذي أصيب بالرعب عند سماعه لبكائي!
وجدني في حالة يرثى لها.. نظر إليّ بتساؤل وذهول ..
صرخت بمرارة: "لقد مات! مات أبي يا خالد! لقد مات!"
كانت أيام صعبة .. مليئة بالحزن القاتل!
لقد كان والدي يعني الكثير بالنسبة لي .. لم أستطع تحمل فكرة فقدانه إلى الأبد!
لماذا يا أبي؟ لماذا تركتني ورحلت بعيداً؟ لماذا؟
لم تفرح بي بعد! ولم أشبع منك !
اظلمت الدنيا بعد أن انطفئ نورك، وتحولت حياتي لجحيم لا يطاق!
بعد انتهاء مراسيم الدفن والعزاء، عدت أدراجي إلى غربتي .. إلى وحدتي .. تحمل نفسي هموم ثقيلة لم أظن بأني سأحتملها!
حاول خالد انتشالي من بحيرة أحزاني .. وقد فشل فشلاً ذريعاً في ذلك!
لم تتمكن كلماته من اعادتي للحياة، نعم، فقد انتهت حياتي بموت أبي!
حاول تذكيري بحلمي ، بطموحي، بنجاحي..
ولم أرغب بالتذكر!
بل تغيرت كثيراً ، وأصبحت استمتع برفقة "صحبة السوء" فمعهم أنسى حزني أو هذا ما بدا لي حينها!
انجذبت لنمط حياتهم المخادعة ..
كان خالد العزيز بجانبي ولكني لم أهتم به!
حاول أن يجعلني أصحو من حالة البؤس التي أعيشها.. يذكرني بوالدتي
من لها بعدي؟ يحدثني عن حبها وانتظارها لي .. ولم أصحوا من غفلتي!
لم أستمع له، لم أكن أريد سوى النسيان!
نعم حجة كل ضعيف .. النسيان!
تشبثت به بانغماسي بحياة أخرى لتنسيني واقعي، فأغرقني بدهاليز غرية وعالم مرير!
أردت أن أنسى ولا شيء سوى النسيان!
تجرعت الخمر حتى الثمالة .. ولم أنسى!
أغرقت نفسي في بحر الرذيلة والشهوات .. ولم أنسى!
عرفت طريق المخدرات والمسكرات .. ولم أنسى!
أضعت حياتي .. أملي .. طموحي وحلمي ..
من أجل نسيان واقعي .. ولم أنسى!!
***************************
أحسست بلمسات حانية تمسح على رأسي ..وسمعت كلمات باكية تحدثني..
آه أنه صوتها العذب .. إنها أمي!
تبكي لأجلي .. ترجوني لأفتح عيني .. أن أكلمها..
آه يا أماه .. آه ..أرجوكِ .. سامحيني .. سامحيني يا أمي ..
فأنا لا أستحق دمعة غالية من عيناكِ ..
ولا أستحق كلمة حانية من شفتاكِ ..
أنا لا أستحق أن أكون إبنكِ !
سامحيني يا غاليتي ..
فأنت لا تستحقين ولداً فاشلاً .. عاقاً ..عابثاً ومريضاً مثلي!
لقد أخطأت يا أمي ونلت جزائي ..
وليس لكِ ذنب بأن يكون لديك إبن مصاب بالإيدز!!
****************************************** تـــــــــمـــــــــــت !!
إن شاءالله تعجبكم :) بإنتظار ملاحظاتكم وآرائكم ..
كل الود
الخميس، 4 فبراير 2010
مواقف وطرائف من الغربة ... (6) الأخـــيــــر

لم تنته معاناتي مع سيارتي الزيتونية.. واستمرت بتعذيبي بكثرة توقفها وتمردها!
وبعد مضي بضعة أسابيع من الترقب والخوف من أن تقف فجأة وتتركني حائرة وسط الطريق،
جائنا الفـــرج!!
فقد حل فصل الصيف ، وقرر صديق والدي أن يمضي عطلته مع عائلته في الكويت لمدة 3 أشهر
في حين توجب عليّ أن أكمل دراستي في الفصل الصيفي
لذا فقد اقترح على والدي تأجيل عملية إصلاح سيارتنا العنيدة وقدم لنا في المقابل سيارته من نوع
الفان العائلية لنستخدمها خلال فترة تواجده في الكويت مذكراً والدي بأنه سيحتاجها كثيراً عندما تأتي عائلتي لزيارتي بعد أيام قليلة ، وتمت الموافقة على اقتراحه المؤقت
وبما أن والدي قد سمح لي بالقيادة منذ فصل الربيع ( فقد مل من توصيلي إلى الجامعة في وقت مبكر) فقد
توجب عليّ أن أتعلم على قيادة سيارة بمثل هذا الحجم الكبير والضخم بالنسبة لي
ولم أواجه مشكلة في قيادة هذه الفان ذات اللون الطافي!
لكن ما شد انتباهي واضحكني كثيراً، هو أنها ليست بأفضل من "القرنبع" التي لدي!
فقد قام صديق والدي بشرائها من رجل عربي أيضاً ، وكانت مستعملة (قد أكل عليها الدهر وشرب)
ولم تكن مروحة السيارة تدار أوتوماتيكياً، فكان عليّ في كل مرة أن أفتح "غبق" السيارة وأن أديرها
بواسطة زر صغير هناك ثم أدير المحرك من الداخل ونفس الشيء عند إيقاف السيارة!
لكم أن تتخيلوا شكل فتاة صغيرة تقود سيارة حجمها حجم فيل وفي كل مرة تفتح "الغبق" وتقفله عند
قيادة السيارة!!
ولن أخفي عليكم لقد كنت استمتع كثيراً بذلك فأنا أعيش تجارب لأول مرة في حياتي أعيشها! وأصبحت الآن ذكريات
أكتب عنها :)
موقف من المواقف الأخرى التي صادفتني مع السيارات في الغربة، هو عندما عاد صديق والدي من الكويت
وأتى ليستعيد سيارته مجدداً فكان على والدي أن يصلح سيارتنا "القرنبع"
وقد استغرق اصلاحها عدة أسابيع "شكلها كانت الله بالخير"
في تلك الأثناء قام والدي باستأجار سيارة سبورت حمراء من نوع "موستنغ" باب واحد
صدمه مو ؟ :) شلون يأجر سيارة شبابية لنا؟
كل مافي الأمر بأنها كانت الوحيدة المتوفرة!
ولكم أن تتصورا مقدار فرحي وسعادتي بهذه السيارة !!
"مو مصدقة عمري اسوق موستنغ" :)
وفعلاً صرت أذهب بها إلى الجامعة وأعود ..
وأذكر في مرة بعد أحداث سبتمبر 11 كنت خارجة من الجامعة متوجهة إلى سيارتي الحمراء
وحاولت تشغيلها مراراً ولكنها لم تعمل!!
أيقنت عندها بأن بطاريتها قد افرغت وبحاجة إلى إعادة شحن..
رجعت أدراجي إلى الكلية، قمت بطلب المساعدة ولكنهم أرشدوني بأن المختص بذلك هم "شرطة الجامعة"
Campus Police
فذهبت إلى مكتب الشرطة سيراً على الأقدام، لقد كان في الجهة الأخرى من الحرم الجامعي
وأخبرت الضابط Officer عن حاجتي للمساعدة في شحن سيارتي
وكان ودوداً جداً .. فأخذ حقيبة صغيرة تحتوي على charger واصطحبني إلى الباحة الأمامية وتوقف عند سيارة شرطة
وطلب مني الصعود!!
@@
بصراحة "خفت" !
أنا أركب سيارة شرطة؟ شلون؟!
ضحك الشرطي وهو يرى علامات الخوف على وجهي وقال لي ان المسافة إلى مواقف السيارات بعيدة
والأفضل الذهاب إلى هناك بالسيارة
ركبت في المقعد الخلفي وأنا أشعر بشعور غريب ..كريه !
أشعر بالخجل من أن يراني أحد الطلبة وأنا في سيارة الشرطة!
ولله الحمد وصلنا قبل أن ألمح طيف "طالب" :)
قام الضابط بشحن سيارتي مجدداً وقد سألني فجأة عن جنسيتي!
فأخبرته بأني من الكويت
سألني ان كنت قد تعرضت لأي مضايقة من الطلبة الأمريكان
فهززت رأسي دلالة على النفي
قام بإخراج بطاقة صغيرة من جيبة وناولني اياها قائلاً:
دعي بطاقتي معك، إذا تعرضتي لأي مضايقة أو احتجتي لأي مساعدة قومي على الفور بالاتصال بي، فبعض الطلبة هنا مستاؤون لما حدث في 11 سبتمبر وهم صغار السن لن يفهموا بأن لا دخل لكِ فيما حدث ويهاجمون كل مسلم أو عربي!
أخذت البطاقة منه وأنا أشكره كثيراً على مساعدته ، وغادرت عائدة إلى البيت أحمل في جعبتي حكاية لا تصدق لأحكيها لوالدي :)
* غبق: غطاء السيارة الأمامي
********************************
ذكرى
لقد صادف في ذلك العام أن تحل ذكرى مولدي قبل وصول بقية عائلتي من الكويت، وقد فاجأني والدي الحبيب
بباقة جميلة من زهور الديزي وقالب حلوى صغير عليه 19 شمعة وهدية صغيرة كانت عبارة عن تمثال صغير لدب
يرتدي قبعة التخرج !!
بكيت يومها كما لم أبكي من قبل! فقد كنت فرحة كثيراً بتلك البادرة الرائعة من أبي العزيز وكنت أتضرع إلى الله كثيراً بأن يوفقني لأحقق حلمي وحلمه بالتخرج.. وقد استجاب الباري عزوجل لدعائي!
*******************
كنتم مع سلسلة "مواقف وطرائف من الغربة" .. أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بقراءتها
وأرجو كثيراً أن تكون قد نالت على رضاكم
سعيدة بمشاركتكم لي تلك الذكريات العزيزة على قلبي ، وسعيدة أكثر بتدوينها !
دمتم بحفظ الله ورعايته
:)
الاثنين، 1 فبراير 2010
مواقف وطرائف من الغربة ... (5)
