
لم أكن مرتاحة كثيراً بذهابي في مثل هذه الرحلة السياحية خصوصاً وأن بها أعضاء من الجنسية الكورية التي لا يروقني شعبها وأشعر وأنا بينهم بأني أعيش في المسلسل الكارتوني "ماروكو" !! ولكني في النهاية حمدت الله كثيراً على مثل هذه الرحلة التي أضافت إليّ الكثير.. وعرفتني بشعوب لم أعرف عاداتها من قبل ولم أكن أبداً على هذا القرب منها!.
***
**
قامت الشركة بتأجير سيارة كبيرة من نوع "الفان" لتكفي 14 شخصاّ ! وكان السائق السويسري يقود تلك السيارة بطريقة مجنونة ومخيفه في الطرقات الجبلية الكثيرة الانحناءات مما جعل قلبي يهوي في كل مرمة تنعطف بنا السيارة! وفي كل مرة كان يكرر اعتذاره بأنه ليس معتاداً على قيادة مثل هذا النوع من السيارات الكبيرة وبأنه يقود بشكل أفضل سيارته الصغيرة! رحت اتلو الآيات القرآنية وأردد الأدعية طوال الطريق أثناء قيادته المجنونة!
؛؛
؛
كانت المرشدة السياحية الكورية النمساوية تتحدث معنا بالقليل من الانجليزية والقليل من الألمانية والكثير من الكورية! لا أدري لما كانت تتجاهلنا هل لأن عددنا فقط 3 كويتيين مقارنة بالوفد الكوري الذي يصل عدد أفراده ال7؟
فقد قامت باعطائنا بعض الأوراق والبروشرات شارحة باختصار بأن هذه هي الأماكن التي سوف نقوم بزيارتها خلال رحلتنا هذه وبعد ذلك نستنا تماماً وقامت بالتحدث إلى الوفد الكوري طوال الطريق باللغة الكورية ونحن صرنا "مثل الأطرش بالزفة" !!
؛؛
؛؛
وصلنا عندها لأولى محطاتنا "شلالات الراين" كان الجو ممطراً ولم أكن بحاجة إلى المزيد من البلل في هذه الشلالات ولكن ما باليد حيلة فقد كانت الغالبية كورية ولم استطع الاعتراض!!
لاحظت عند وصولنا أن السائق السويسري يتقرب منا .. ويحاول التحدث إلينا نحن الكويتيين ولم يكن مهتم بالتحدث مع الكوريين!
كان يحاول تقديم المساعدة لنا والتحدث معنا بانجليزيته البسيطة شارحاً لنا ما يمر بنا من مناظر سياحية ويحاول أن يعطينيا نبذة تاريخية عن كل شيء نمر به حتى أصبح المرشد الحقيقي لنا في هذه الرحلة وأصبحت المرشدة الكورية /النمساوية حكراً على أصحابنا الكوريين!!
؛؛
؛؛
كان "جولي" وهو اسم السائق السويسري صاحب مكتب عقاري وليس سائقاً بالفعل، ولكنه فضل أن يقوم بتلك المهمة من أجل أحد أصدقاءه العاملين بالشركة ( هذا ما أخبرنا به).. وكما أخبرنا أيضاً بأنه يسعد بالتعرف على أناس من دول وحضارات مختلفة وشعوب أخرى!
؛؛
؛
ثم بدأ بالتحدث عن حجابي.. وانه يعلم بأن على المرأة المسلمة أن تغطي شعرها وأن ترتدي الملابس الطويلة ...الخ من هذه الأمور. وراح يتحدث عن الاسلام وما يعرفه عن المسلمين والشعوب الاسلامية .. كان يتحدث بانجليزية بسيطة مع الكثير من التوقف لادراك كلمة ما وايجاد كلمة انجليزية مناسبة لما يريد أن يقوله.. تفاجأت من معلوماته الكثيرة وتفاجأت أكثر من ادراكه للكثير من القيم الاسلامية وايمانه بها!
؛؛
؛
فقد كان مؤيداً لحجاب المرأة .. ومؤيداً لتحريم الاسلام للخمر والزنا .. فقد أخبرنا بأنهم يعانون كثيراً من تلف المراهقين والمراهقات ومشاكلهم الكثيرة في الادمان على المشروبات الكحولية والمخدرات وابتعادهم عن الجو الأسري ..
؛؛
كان يتحدث بحزن وقمت بسؤاله ان كان لديه أولاد؟ فأخبرني بأنه ليس متزوجاً وليس لديه أولاد وقد صعقت فعلاً لذلك! فقد كان الرجل يقارب الستين او السبعين من عمره! واستغربت عدم زواجه إلى الآن .. ولم تطل حيرتي وتساؤلي حتى فاجأني قائلاً بأنه يخاف أن يتزوج وينجب أولاداً يصعب أن يسيطر عليهم!
ثم بدأ بتوجيه أسئلة كثيرة عن الاسلام لنا وكنا نتحدث اليه بيسر ونرد على استفساراته كلها، لقد استغربت كثيراً من أسئلته الكثيرة وفجأة أعطاني هاتقه النقال وأراني صورة بعيدة لفتاة محجبة لم أتبين ملامحها.. وصعقني بقوله
؛؛
؛؛
"هذه صديقتي ، هي فتاة مسلمة من المغرب.. أردت الزواج بها ولكن أهلها رفضوا لأني غير مسلم! وبأنه ان كنت اريد الزواج بها يجب علي أن أسلم!"
؛؛
؛
أخبرته بأن هذا صحيح وبأنه غير مسموح للفتاة المسلمة أن تتزوج بغير مسلم وفاجأني بأنه يعرف الكثير عن هذا الموضوع وبأنه قرأ كثيراً عن الاسلام .. وبأنه زار المغرب ومكث في بيت أهل الفتاة لمدة اسبوعين .. كان متعجباً بأنه لا يستطيع أن يتحدث اليها دون وجود أهلها أو أقربائها وانه لا يستطيع أن يتحدث اليها على انفراد ، في حين في بلاده تأتي الفتاة ذات ال13 عاماً برفقة صديقها الى البيت وتمكث معه في غرفتها على مرأى من الأهل دون أن يتدخل أحد في ذلك!
؛؛
؛
كان معجباً بطريقة تربية المسلمين لأبنائهم وتعليمهم مبادئ العفة والفضيلة .. سألته مادمت محباً كثيراً للدين الاسلامي ومؤمن بالكثير من تعاليمه لما لم تفكر باعتناقه؟
؛؛
أخبرني بأنه يقرأ كثيراً بهذا الخصوص .. هو يعلم بأن سيدنا عيسى ما هو الا نبي ورسول من الله وليس ابناً له .. ويعلم بأن الخمر والزنا حرام .. ويعلم الكثير ولكنه متردد! أخبرني بأن ذلك صعب عليه وليس سهلاً أبداً .. انه يحاول أن يقرأ المزيد ويتعلم المزيد عن الدين الاسلامي .. ولكنه لا يعرف ان كان باستطاعته أن يغير دينه أم لا!
؛؛
؛؛
قام السائق السويسري بعد ذلك بأخذنا إلى كنيسة كبيرة وضخمة يقال بأنها مكان مقدس للكثير من المسيح وبأن الناس تأتي لها من مختلف أنحاء العالم للتعبد!!
؛؛
سألني ان كنت امانع من الدخول الى الكنيسة ام لا؟ أخبرته بأن لا مشكلة لدي على الاطلاق!
دخلنا الكنيسة التاريخية وقد رحت أنظر الى الفن العمراني والديكور بالكثير من الاعجاب وكنت اريد التقاط بعض الصور للديكور لربما قد استخدم بعضاً منه لمنزلي بالمستقبل! ولكن التصوير كان ممنوعاً !!
؛؛
أدركت بأن الكنيسة مزدحمه وكان الكثير من الناس يدخلون بصمت رهيب وخشوع .. نظرت حولي فوجدت الناس يجلسون يستمعون لخطبة القسيس بهدوء وخشوع وتأثر بالغ! أدركت بأن اليوم يصادف يوم الأحد! وبأن الكنيسة مزدحمة بالناس للتعبد في هذا اليوم! شعرت لحظتها بأن مكاني غير مناسب أبداً !!
لاحظت نظرات الناس لحجابي وأدركت بأنني أتطفل عليهم وبأن علي المغادرة في الحال قبل أن يستباح دمي! :)
؛؛
؛
كان مكر ودهاء السائق السويسري واضحاً عندما أحضرنا إلى الكنيسة في يوم الأحد! فقد كان يراقب ردات أفعالنا وهل سنتأثر أم لا؟ وهل سنتضايق من وجودنا أم لا؟ في الحقيقة ، لقد شعرت بالضيق حقاً ! لم أحب وجودي في مثل هذا المكان ومثل هذا اليوم ! لذا انسحبت إلى الخارج حتى تجمع أفراد المجموعة وذهبنا جميعاً إلى مقهى قريب!
؛؛
؛
كان المقهى محلي .. جميع رواده من السكان المحليون، لم تطن المقاطعة سياحية لذا فلقد شعرت بجميع من في المقهى ينظرون إليّ وإلى حجابي بتعجب!! والبعض كان يلقي ابتسامات صغيرة! شعرت بالتوتر ، لم أحب أن أكون مراقبة أبداً وجميع النظرات مسلطة علي! طلبت الكابتشينو الساخن مع قالب حلوى وجلست متحدية .. مراقبة .. ومترقبة ردود الأفعال من حولي!!
؛؛
؛؛
جلسنا نحن الكويتيون على طاولة مع السائق السويسري، في حين جلس جماعة ماروكو وكبامارو في طاولة أخرى مع مرشدتهم الكورية النمساوية! تحدثنا عن الطقس قليلاً فقد كان ممطراً وبارداً ثم تدرج بنا الحديث للتطرق إلى حرارة الجو في الكويت وسؤالي للسائق لما لا يوجد تكييف في أغلب المنازل والشقق السويسرية؟
؛؛
فأحبرني بأن ذلك ممنوع من الدولة حفاظاً على البيئة من التلوث ومن أجل أن تبقى سويسرا خضراء رائعة! فقد أخبرني بأن الجو بارداً في الغالب ماعدا 4 اسابيع بالسنة وهي فترة لا تستحق أن يتم انلاف البيئة من اجلها!
فأخبرته بأننا لا نستغني عن التكييف أبداً في الكويت! فسألني كيف هو الحال اذا قبل النفط؟ كيف كان أجدادي يعيشون؟
قلت له بأنهم لم يجربوا التكيف من قبل لذا لم يفتقدوه! فقد كانت لهم وسائلهم الخاصة بالتبريد وبأنهم اعتادوا العيش في تلك الأجواء
؛؛
؛؛
سألني:" ولكن كيف كانت النساء تستطيع تحمل الحر وهم يرتدون كل هذه الملابس الطويلة ويغطون رؤسهن؟"
أخبرته بأن النساء لا تغطي شعرها إلا إذا خرجت وكان خروج النساء نادر وللضرورة فقط، ثم قلت له بأن نساءهن كانوا أيضاً في العصور الوسطى يغطون رؤسهن ويرتدون الملابس الطويلة والثقيلة والمحتشمة أيضاً ، فهز رأسه موافقاً وابتسم وقال :" كانت النساء في السابق جميلات ومحتشمات ، والآن؟ أصبحن فاسقات كل هذا بسبب أمريكا!"
؛؛
أردت أن أنفجر بالضحك من كلامه "أمريكا شعليها؟" << شكله صار مثل ربعنا كل شي يصير قالوا من أمريكا! :))
أكتفي إلى هذا الحد وأتمنى انكم استمتعتوا بسوالفي بأنها راقت لكم! :)
للحديث بقية ..
*******************************************
خارج الموضوع:
شخباركم مع كأس العالم؟ منو تشجعون؟ :)