
كعادتنا في اليوم الثاني من كل عيد نخرج لنحتفل بالخارج إما بتناول العشاء في أحد المطاعم أو نجلس في إحدى المقاهي المنتشرة في " البدع " خاصة إذا كان الجو جميل مثل هذا اليوم أو بالذهاب إلى المسرح أو السينما. وقد وقع إختيارنا على فيلم "ولاد العم" من بطولة منى زكي، كريم عبدالعزيز ، وشريف منير لنذهب لمشاهدته في سينيسكيب 360 مول. لست في الواقع من عشاق الأفلام العربية لما فيها من مبالغة و"شوية كلك" بالإضافة إلى صراخ بعض الفنانات المزعج! ولكني في الآونة الأخيرة شاهدت بعض الأفلام المصرية الحديثة وقد أعجبتني نوعاً ما لذا، فقد قمت بالحجز للفيلم عن طريق الموقع الالكتروني مباشرة دون أن أقرأ نبذة مختصرة عن أحداثه و قد اخترت سينما 360 لقرب المكان ولأني ظننت بأن كون المركز التجاري جديد ولم تفتح أغلب المتاجر به، فإنه حتماً سيكون أقل ازدحاماً من غيره!!
خرجنا من المنزل قبل ساعة من موعد عرض الفيلم، على الرغم من أن الطريق من المنزل إلى المركز التجاري لن يستغرق منا 5 دقائق.. فقد فكرنا باحتساء القهوة في إحدى المقاهي هناك قبل العرض.. ولكنا في الواقع لم نتمكن من ذلك!
لقد كان مدخل المركز التجاري يعج بالسيارات والازدحام شديد! ... لم نملك سوى الانتظار كوننا قد "علقنا" في هذه "العجأه"* وأن نجاري السيارات حتى نصل إلى مدخل المواقف..
وصلنا أخيراً وقد مضى على خروجنا من المنزل نصف ساعة!!!
لكن مهلاً .. مدخل رقم (1) مغلق بواسطة سيارة شرطة خاليه من قائدها!!
تحركنا للأمام .. الحمدلله لم نخرج عن الطريق فهناك مدخل آخر لمواقف السيارات أمامنا .. اقتربنا لندخل .. مهلاً.. ماالذي يجري؟!
وقف هناك رجل شرطة ومعه رجل من رجال أمن المركز التجاري وقد سدوا الطريق مدخل رقم (2) وطلبوا من الناس تحويل مسار سيرهم ولم يسمحوا لهم بالدخول والاقتراب من مواقف السيارات!
اقتربت سيارتنا .. لم نستسلم للخروج من هنا ببساطة وقد انتظرنا قرابة ال40 دقيقة في هذا الازدحام! .. فدار هذا الحوار بيننا وبين الشرطي!
سيارتنا: السلام عليكم ..
الشرطي: هلا يبا وعليكم السلام..
سيارتنا: أخوي احنا حاجزين فيلم ونبي ندخل!
الشرطي: آسف والله اسمحولي! مافي مجال والله!
سيارتنا: شلون مافي مجال؟؟ يعني وين نروح؟
الشرطي: انا ما اقدر اسمح لكم بالدخول المصافط "فول"!
سيارتنا: شنو يعني "فول"؟؟ مافي آوادم تبي تطلع؟؟
الشرطي : يعني أنا مستانس اطرد العالم؟؟ انا عندي تعليمات ولازم أنفذها!
سيارتنا: والتعليمات تقول لا ادخلون الناس ؟ بعد جان حبستونا في بيوتنا أحسن << باعهااااااا
الشرطي بعصبيه: مافي مجال ادخلك !
سيارتنا: يعني شلون تروح علينا فلوسنا؟؟ << مصممين على الدخول!
الشرطي: لا ان شاءالله ماتضيع فلوسكم! كلموا ادارة السينما وبيرجعونها لكم .. حرك !
بعد هذا الحوار لم نجد غير التحرك والابتعاد! خرجنا على الخط الرئيسي ثم دخلنا مجدداً إلى المنطقة ... سلكنا شارع داخلي يأخذنا إلى المركز التجاري "طريق آخر غير مباشر" .. أصبحنا نرى المركز التجاري ولازال الازدحام شديداً هناك! وكيف لا ؟ وهم يغلقون جميع المداخل!
لم نيأس بالطبع وأخذنا بالتحرك بسرعة فالعرض سيبدأ خلال ربع ساعة من الآن!.. أصبحنا موازين للمجمع التجاري .. مهلاً هناك طريق فرعي صغير .. دخلنا منه إلى "فريج" ** صغير بالقرب من منازل غير مأهولة بالسكان لحسن الحظ!! فقد قمنا بإيقاف السيارة بالقرب من هذه المنازل أسوة بالبقية الذي قاموا بفعل ذلك أيضاً .. وشقينا طريقنا سيراً على الأقدام إلى المجمع التجاري متخطين جميع العقبات!! فقد غامرنا وعبرنا الشارع .. وقمنا بتفادي الكثير من المستنقعات المائية التي خلفها المطر الغزير الذي غمر أرض الكويت فجر أمس! مشينا عبر الأراضي الطينية .. وطبعاً بما انه "العيد" فلابد من الكشخة!! والكشخة بالنسبة لي لا تكتمل من دون ارتداء حذاء عالي الكعب !! لم اخمن بالطبع عند الخروج من المنزل بأني سأضطر للمشي مسافة وأقوم بصراع قاسي مع برك الوحل المرتمية هنا وهناك بالاضافة إلى تسلق طريق وعرة للوصول إلى مدخل المركز التجاري بالنهاية!!
وأكثر ما أثار دهشتي وغضبي في نفس الوقت .. وجود عدد لا بأس به من المواقف الخالية منتشرة بشكل كبير في الداخل!! لماذا إذاً منعونا من الدخول؟؟ وجعلونا نعاني حتى نصل للبوابة!!
المهم بأننا وصلنا في النهاية في الموعد المحدد وقبل بدء عرض الفيلم بدقائق قليلة وأكثر ما كان يقلقني هو أن يكون الفيلم دون المستوى أو "يطلع مليق" *** فأندم أشد ندم على هذه الطلعة المنحوسه و على اليوم الذي خرجت به للاحتفال بالعيد!! ولله الحمد فقد كان "ولاد العم" فيلم جميل جداً وفكرته جديدة وأحداثه رائعة والقصة "عجيبه" << الناس أذواق بالطبع بالنسبة لي فقد راق لي كثيراً وكان "يستاهل العنوة"!! بس تووووووووووووووبه ودي آخر نوبه مثل ما يقولون لأن مو كل مرة بتسلم الجرة.. ومو كل مرة بيطلع الفيلم حلو ويسوى!!
=========================
* العجأة" الازدحام باللهجة اللبنانية
** الفريج: الحي السكني
*** مليق: تافه وممل