أجلس بجانب أمي يائسة..
أربت على يديها .. أمسح على رأسها ..
أمسح بأناملي الضعيفة .. الدموع الحارقة التي حفرت على وجنتيها خطوطاً قاسية.. جعلتها تبدو أكبر سناً ..
لازلت عاجزة عن تصديق ما يجري.. أرمق النسوة المتشحات بالسواد من حولي ..
لماذا يحملقون بنا هكذا؟؟
هل هي المرة الأولى لهم لحضور عزاء ما؟!
نظراتهم الجامدة ترعبني.. لازلت صامدة .. لازلت قادرة على حبس دموعي..
تشهق أمي و تغرق في بكاء مرير ..
كيف لي أن أواسيها؟؟ كيف أهدئها و أخبرها بأن كل شيء على ما يرام ؟!
هل فعلاً كل شيء على ما يرام؟!
هل فقدانها لولدها سيجعلها على ما يرام؟!
أشعر بضعف شديد .. كلا ليس الآن!
لن أبكي .. لن أبكي .. ليس الآن !
أمي تحتاجني بقربها .. لا يجب أن أضعف الآن .. ليس و هؤلاء النسوة هنا!
يحدقن بنا بنظرات فارغة!
لماذا لا ينشغلن بالنظر عنا بقراءة القرآن أو دعاء ما؟!
لما لا يشغلن وقتهن بالذكر و الدعاء؟
أتنهد بإكتئاب .. أنظر إلى والدتي مجدداً .. لازالت تبكي بصمت..
تبدو الصدمة على محياها..
كيف حدث ما حدث؟؟
كيف فقدت غاليها بلحظة؟؟
بالأمس كانت تضحك بفرح .. منتظرة قدومه بفارغ الصبر..
وقد عاد إليها حاملاً شهادته بعد سنوات ٍ من الغربة المريرة..
بالأمس فقط .. قد أقامت مأدبة عشاء بمناسبة حصولة على وظيفة جديدة!
بالأمس فقط .. ذهبت لتختار له عروسه..
والآن..
ماذا حدث الآن؟!
إنها الأقدار .. يا أمي .. إنها الأقدار..
أجارك الله يا أماه .. أجارك الله ..
لازلت قادرة على التماسك .. لازلت أقاوم انفجار الدموع من عيني ..
إلى متى أستطيع الصمود؟؟
أرفع رأسي لأشاهد المزيد من النسوة يتوافدن بأعداد كبيرة .. معزيات ..
ولازلن متشحات بالسواد!
كم أكره هذا اللون .. أنه يدعو للإكتئاب بالفعل!
من قال بأنه ملك الألوان؟!
تهدأ أمي قليلاً .. ثم تعاود البكاء بحرقة ..
لا أملك سوى الصمود .. لا أملك سوى التماسك ..
تتناهى إلى أسماعي همهات النساء ..
"من هي تلك الفتاة الجميلة .. أريد خطبتها لولدي"
" أين قضيتم عطلتكم الصيفية؟ هل سافرتم؟"
"لقد أخبرتني سعاد بأنها أجرت جراحة تجميلية مؤخراً"
" هل ستذهبون إلى فرح عائلة فلان غداً؟"
" أه لقد تأخرت عن موعدي في صالون التجميل .. علي الذهاب"
أغمض عيني بحسرة .. أحاول أن أصم أذناي ..
ما يجري أكبر مني .. وأقوى من قدرتي على الإحتمال ..
يجب أن أذهب من هنا .. لن أستطيع الصمود أكثر ..
المزيد من النسوة الوطاويط يدخلن .. المزيد من السواد !
شعرت بتهديد الدموع في مقلتيّ .. معلنة انفجارها في أي لحظة!
يجب أن أخرج من هنا .. الآن..!
أنهض واقفة بسرعة .. ونظرات تلك النساء تلاحقني .. تجلدني بسياط غير مرئية..
ماالذي يحدث؟ الغرفة تدور .. وتدور.. إني أفقد توازني .. !
أسقط على الأرض .. لا أعلم ما الذي يجري.. أسمع أصوات كثيرة.. صراخ.. ربما!
أنظر إلى السقف .. لقد آن الأوان .. وأخيراً ..
وجدت دموعي طريقها نحو الحرية ..
بعد أن ظلت حبيسة لفترة طويلة ...
وراحت تنهمر بغزارة .. ولما لا؟!
فللحرية مذاق مختلف .. لا يشعر به سوى السجين!
ودموعي كانت سجينة!
تخفت الأصوات من حولي ..
تتلاشى الأضواء شيئاً فشيئاً ..
ولم أعد أرى .. غير ..السواد!
أربت على يديها .. أمسح على رأسها ..
أمسح بأناملي الضعيفة .. الدموع الحارقة التي حفرت على وجنتيها خطوطاً قاسية.. جعلتها تبدو أكبر سناً ..
لازلت عاجزة عن تصديق ما يجري.. أرمق النسوة المتشحات بالسواد من حولي ..
لماذا يحملقون بنا هكذا؟؟
هل هي المرة الأولى لهم لحضور عزاء ما؟!
نظراتهم الجامدة ترعبني.. لازلت صامدة .. لازلت قادرة على حبس دموعي..
تشهق أمي و تغرق في بكاء مرير ..
كيف لي أن أواسيها؟؟ كيف أهدئها و أخبرها بأن كل شيء على ما يرام ؟!
هل فعلاً كل شيء على ما يرام؟!
هل فقدانها لولدها سيجعلها على ما يرام؟!
أشعر بضعف شديد .. كلا ليس الآن!
لن أبكي .. لن أبكي .. ليس الآن !
أمي تحتاجني بقربها .. لا يجب أن أضعف الآن .. ليس و هؤلاء النسوة هنا!
يحدقن بنا بنظرات فارغة!
لماذا لا ينشغلن بالنظر عنا بقراءة القرآن أو دعاء ما؟!
لما لا يشغلن وقتهن بالذكر و الدعاء؟
أتنهد بإكتئاب .. أنظر إلى والدتي مجدداً .. لازالت تبكي بصمت..
تبدو الصدمة على محياها..
كيف حدث ما حدث؟؟
كيف فقدت غاليها بلحظة؟؟
بالأمس كانت تضحك بفرح .. منتظرة قدومه بفارغ الصبر..
وقد عاد إليها حاملاً شهادته بعد سنوات ٍ من الغربة المريرة..
بالأمس فقط .. قد أقامت مأدبة عشاء بمناسبة حصولة على وظيفة جديدة!
بالأمس فقط .. ذهبت لتختار له عروسه..
والآن..
ماذا حدث الآن؟!
إنها الأقدار .. يا أمي .. إنها الأقدار..
أجارك الله يا أماه .. أجارك الله ..
لازلت قادرة على التماسك .. لازلت أقاوم انفجار الدموع من عيني ..
إلى متى أستطيع الصمود؟؟
أرفع رأسي لأشاهد المزيد من النسوة يتوافدن بأعداد كبيرة .. معزيات ..
ولازلن متشحات بالسواد!
كم أكره هذا اللون .. أنه يدعو للإكتئاب بالفعل!
من قال بأنه ملك الألوان؟!
تهدأ أمي قليلاً .. ثم تعاود البكاء بحرقة ..
لا أملك سوى الصمود .. لا أملك سوى التماسك ..
تتناهى إلى أسماعي همهات النساء ..
"من هي تلك الفتاة الجميلة .. أريد خطبتها لولدي"
" أين قضيتم عطلتكم الصيفية؟ هل سافرتم؟"
"لقد أخبرتني سعاد بأنها أجرت جراحة تجميلية مؤخراً"
" هل ستذهبون إلى فرح عائلة فلان غداً؟"
" أه لقد تأخرت عن موعدي في صالون التجميل .. علي الذهاب"
أغمض عيني بحسرة .. أحاول أن أصم أذناي ..
ما يجري أكبر مني .. وأقوى من قدرتي على الإحتمال ..
يجب أن أذهب من هنا .. لن أستطيع الصمود أكثر ..
المزيد من النسوة الوطاويط يدخلن .. المزيد من السواد !
شعرت بتهديد الدموع في مقلتيّ .. معلنة انفجارها في أي لحظة!
يجب أن أخرج من هنا .. الآن..!
أنهض واقفة بسرعة .. ونظرات تلك النساء تلاحقني .. تجلدني بسياط غير مرئية..
ماالذي يحدث؟ الغرفة تدور .. وتدور.. إني أفقد توازني .. !
أسقط على الأرض .. لا أعلم ما الذي يجري.. أسمع أصوات كثيرة.. صراخ.. ربما!
أنظر إلى السقف .. لقد آن الأوان .. وأخيراً ..
وجدت دموعي طريقها نحو الحرية ..
بعد أن ظلت حبيسة لفترة طويلة ...
وراحت تنهمر بغزارة .. ولما لا؟!
فللحرية مذاق مختلف .. لا يشعر به سوى السجين!
ودموعي كانت سجينة!
تخفت الأصوات من حولي ..
تتلاشى الأضواء شيئاً فشيئاً ..
ولم أعد أرى .. غير ..السواد!
هناك 9 تعليقات:
ماشالله الخاطرة واايد حلوة والكلمات متميزة من قلب صادق :)
good luck ;)
واااااااااااااي عورتي قلبي :(
الله يرحم فقيدكم الغالي و يسكنه جنات النعيم
موفقه حبيبتي
أماني
حلو الانسان ان الله يعطيه القدره في التعبير يالكتابه و انتي قدرتي تاخذيني معاك من بداية الحدث الاليم الى حد السواده. عسى الله ان يبعد عنك الهم و الغم و الكرب امين
No One Can Know
No one can know just what you've lost;
No one can understand the cost;
But when you feel your energy drain,
Please count on your hurricane to help ease your pain.
مؤثرة .. تحكي واقع أليم لردود فعل إجتماعية..
بداية موفقة وللأمام دائماً
خالتك: أم حمد المديرسي
nizqo -q8
مشكورة عزيزتي وأحلى الكلام اللي يطلع من قلب صادق!
-------------------------
أماني
الله يرحمه ويرحم جميع أموات المسلمين .. والله يجزاج خير ..
---------------------------
Hurricane
I'll be always counting on you!! Thanks
---------------------------
أم حمد المديرسي
مشكوووووووووووورة خالتي .. وفعلاً مع الأسف أصبح هذا واقعنا الحالي .. وهذا بعض مما يدور في مجالس العزاء!
الخاطررره مرررررره روعه تسلمين حبيبتى والله يرحم اخوك ويغفر له ويغمد روحه الجنه........
ماشاء الله عليك دايما مبدعه حبيبتى
Nasimah Almudhi
الله يجزاج خير .. مشكورة عزيزتي على المرور :)
مؤلمه ,,
الله رحم فقيدكم ويسكنه فسيح جناته
غير معرف
الله يجزاكم خير .. وعسى الله ما يوريكم مكروه بغالي ..
إرسال تعليق